.

             الشارع العربي تحول كثيرًا في السنوات الأخيرة، وهو يحمل في طياته اليوم حكايات تميز كل مدينة من مدنه. إلا أن نقاطًا مشتركة كثيرة تربط هذه المدن وتقرب بعضها من بعض، منها التوق إلى الإبداع والتواصل باللحن والكلمة.

             الفنان العربي لم ينتظر الثورات لكي يطلق العنان لما يختلج في قلبه من أحاسيس ويحرر ما في داخله من أفكار. لكن الفرق بين فنان عربي وآخر يكمن في إمكانية التعبير وكيفية إطلاق الصرخة وقدرة إيصال الصوت.

               تتأثر الساحة الفنية العربية اليوم بما يشبه التحركات الجيولوجية التي تحدد عمر الأرض. الفن العربي بدأ يحرك بعفوية طبقات مجتمعاتنا الأبوية العميقة، ويحاول أن يولد من أحشائها روحًا جديدة. هذه الروح تغتني مع الوقت بالتجارب والخبرات وتكتسب نضوجًا يمنحها عمقًا فكريًّا وموسيقيًّا مثيرًا للاهتمام.

             الموسيقى تستوعب، بذبذباتها، الحركة والتغيير والتحول، خصوصًا في هذه الفترة المحورية والانتقالية. وحدها جرأة الفنان العربي اليوم تخوله الرقص على الحدود والسباحة بعكس التيارات واكتشاف ألوان موسيقية مختلفة للتعبير عن نفسه – ألوان لم تعد حكرًا على بلد معين .

"نبضات مدينة " ألبوم موسيقي يجمع عدة حكايات موسيقية من العالم  العربي عبر عشرة مقطوعات لعشرة فنانين من مدن مختلفة . 

نبض المدينة موجود بطريقة أو باخرة ا في أعمالهم المتنوعة موسيقىا بتنوع إنتماتهم و حساسيتهم الموسيقية  ؛ العنصر المشترك ما بينهم هو أنتماهم إلى ساحة موسيقية متحولة نابضة تعكس إنفتاحهم على كل الأنواع الموسيقية وقدرتهم على كسر القواعد لاعادة صياغتها بلغة موسيقية خاصة وفريدة .

الفرد الذي كان وما زال  محور الأبداع ونقطة الانطلاق لروية المجتمع بمنظار مختلف يطلق العنان عبر الموسيقى لهذه الرغبة في تحويل الواقع. المدينة كمصدر وحي وإلهام  للفنان سواء كان ذلك واضحاً و واعيا أو صامت و غير مباح ؛ ولكن  موجود في  كل الحالات . نبض المدينة ليس فقط موسيقي ، فهي تتاثر وتتفاعل مع كل الأصوات، سواء كانت موسيقى أو ضجيج ....التحولات السياسية والاجتماعية تنعكس أيضاً في عملية الابداع، وهنا ياتي دور الفن كمصدر أساسي للمحافظة على حرية التعبير وكما قال  نلسن مانديلا  " السياسة باستطاعتها أن تدعم بالموسيقى ولكن للموسيقى قدرة على تحدي السياسة "